مؤتمر عالمي بالرياض يؤكد تأثير الثقافة العربية والإسلامية في النهضة الأوروبية

انطلقت فعالياته اليوم بمشاركة نخبة من علماء العرب والمسلمين
مؤتمر عالمي بالرياض يؤكد تأثير الثقافة العربية والإسلامية في النهضة الأوروبية

انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر العالمي الأول لتاريخ العلوم التطبيقية والطبية عند العرب والمسلمين في الرياض بمشاركة نخبة من علماء العرب والمسلمين بالجلسة الخامسة التي ترأسها الدكتور بندر السويلم.

وتحدث في بداية الجلسة الدكتور فهد المالكي عن إسهامات العالم آق شمس الدين الطبية في تقدم الحضارة الإنسانية في العصر العثماني، مشيراً بأنه اهتم بالأمراض المعدية التي تنتقل عند طريق العدوى الصغيرة والدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة, مضيفاً بأنه وضع تعريفاً للميكروسكوب قبل ظهوره.

فيما تطرق الدكتور عبد الغني عبدالفتاح زهرة في بحثه الذي حمل عنوان: "إسهامات أسرة ابن زهر في العلوم الطبية"، إلى أن كل واحد منهم قامة علمية له إسهاماته وابتكاراته، مشيراً إلى أن هذه الأسرة كان لهم منهجهم المتفرد في الطب، وإسهاماتهم التي سبقوا بها عصرهم.

وبين الدكتور أنس المحمّد في ورقته التي حملت عنوان: "المعارف الطبية عند الإمّام ابن قيّم الجوزيّة"، أن صدر الإسلام تطورت هذه المعارف مع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وإرشاداته الطبية، مضيفاً بأن الإمام ابن القيّم أحد أشهر رجال هذه الفئة فوضع عدداً كبيراً من المؤلفات لخدمة المجتمع.

من جانبه أشار الدكتور أنور زناتي في بحثه الذي حمل عنوان: " الإنجازات العلمية للأطباء في الأندلس وأثرها على التطور العلمي الأوروبي" إلى أن إسهامات العلماء المسلمين في الأندلس تنوعت، مضيفاً بأن لهم فضل السبق في  وضع قواعد في الجراحة والارتقاء.  

بدوره تطرق الدكتور أحمد الرفاعي إلى إسهامات علماء الرياضيات المسلمين في ترسيخ الحوار بين الحضارات، مشيراً بأنهم قدّم علماء الرياضيات المسلمين الكثير من الإسهامات العلمية والعملية التي ساعدت على تقدم وازدهار الحضارة الإسلامية، بل تخطت آثار تلك الإسهامات الحدود الجغرافية للدولة الإسلامية حينئذ لتساهم في قفزات تاريخية للحضارات الأخرى.
 
وافتتحت الجلسة السادسة والتي ترأسها الدكتور حمود النجيدي، حيث بدأت الجلسة بورقة الدكتور محمد بيومي حول " الطب وأشهر الأطباء في الحرمين الشريفين دراسة من واقع كتب التراجم إبان العصر العثماني "، مسلطاً الضوء على أبرز الأطباء في الحجاز من أبناء الحجاز والمجاورين الذين كانت لهم إسهامات واضحة وظهور المحاجر الصحية للحفاظ على الحجيج والمعتمرين في مواسم الحج.

بعدها تطرق الدكتور يحيي أحمد إلى علم الفلاحة عند العلماء المسلمين، مشيراً إلى أن العرب أسسوا حضارة عربية إسلامية في مجتمعات زراعية مثل بلاد الرافدين وطوروها وبرعوا فيها.

عقب ذلك انطلقت الجلسة السابعة برئاسة وكيل جامعة الإمام الدكتور عبدالله أبا الخيل، بورقة الدكتور أحمد جبار إلى بعض جوانب الرياضيات التطبيقية عند علماء الأندلس والمغرب العربي الكبير، مشيراً إلى أن كانت مُخصّصة لجمهور أوسع لأنها كانت توفّر أجوبة مقنعة لمسائل مختلفة اكتشفها المسلمون، وكل من كان يعيش في المدينة الإسلامية، في إطار أنشطتهم اليومية.

في حين أشارت الدكتورة أسماء الشارود إلى إسهامات المسلمين في الطب، حيث أضافت أنهم لم يكونوا العرب مقلدين ، بل كانوا مبتكرين ، وإن استفادوا ممن سبقهم فليس ثمة ابتكارٍ مخلوقٍ من عدم.  

من جانبها تطرقت الدكتورة إيمان رشدي إلى العصر الذهبي لحضارة العلماء العرب والمسلمين ودوره في دفع عجلة تقدم العلوم والفنون والصناعات في أوروبا، مضيفاً إلى أن العلاقة بين الإسلام والغرب بشكل عام يشوبها الكثير من عدم الثقة وسوء الفهم والتجاهل والضياع بين صفحات التاريخ والحكم المسبق المبنى على حاضر مؤلم ومفكك .
إثر ذلك افتتحت الجلسة الثامنة والتي ترأسها وكيل جامعة الإمام لشؤون الطالبات الدكتور عبدالعزيز الهليل بورقة الدكتورة زبيدة ميسي إلى إسهامات العلماء العرب والمسلمين في مجال العلوم التطبيقية، ونجاحهم اللامحدود في هذه المجالات.

فمن جانبه أشار الدكتور عبد الغني يحياوي في ورقته وقفات مع إسهامات الزهراوي وابن زهر وابن رشد الحفيد في الطب الإسلامي إلى أن تاريخ المسلمين عرف مراحل زاهرة متميزة في جميع المجالات وعلى الخصوص في الطب الذي تطور بشكل لافت للأنظار.

بينما أوضحت الدكتورة إيناس عليمات في ورقتها التي حملت عنوان: "رعاية الموهوبين في التاريخ الإسلامي ومدى إسهاماتهم في تقدم الحضارة الإنسانية، مؤكدةً على أن السنة النبوية والخلفاء الراشدين اهتموا بهم، لأنه يتعلق بفئة لها دور أساسي في تكوين هوية المجتمع وبناء حضارته، وهم الرصيد الحقيقي لها

إلى هذا ترأس عميد كلية الطب بجامعة الإمام الدكتور خالد آل عبدالرحمن الجلسة التاسعة، والتي افتتحت بورقة الدكتور عادل عبد الواحد والتي أشارت إلى الرقابة على مهنة الطب البيطري و المنتجات الحيوانية في الحضارة الإسلامية، والتي تحث و تبين السلوك و الأخلاقيات الكريمة في إتقان العمل و الصدق و الأمانة و غيرها.

وتناولت الدكتورة رنا المرشدي إسهامات ابن البيطار الأندلسي في التفريق بين العقاقير النباتية المشتركة في الاسم "آذان الفأر" في التراث الطبي العربي، مشيرةً إلى أنه من أعظم الفيزيائيين والتي تميزت في عصرها والتي تؤكد على أسبقيته وأفضليته في هذا العلم.

فيما بدأت الجلسة العاشرة برئاسة عميد معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية الدكتور سعد القرني وافتتحت بورقة الدكتورة عائشة مرشود الحربي والتي تناولت الطب عند العرب والمسلمين، مستعرضةً انجازات رواد علم الطب من العرب والمسلمين في هذا العلم في العصور الإسلامية الأولى.
وتطرقت الدكتورة غادة الجميعي إلى دور العلماء المسلمين في الموائمة بين الوظيفة والتخطيط بالعمارة الدينية، مشيرةً إلى ذلك تزامن مع ظهور الإسلام الحاجة لظهور وحدات معمارية خاصة تتلاءم وظيفياً مع متطلبات العقيدة الإسلامية وكان على رأس هذه الوحدات عمارة المسجد.

عقب ذلك ترأس عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام الدكتور محمد الاحيدب الجلسة الحادية عشر والتي افتتحت ببحث الأستاذ الدكتور كرم أحمد حول إسهامات علماء العرب والمسلمين في علم الحيوان والبيطرة، مضيفاً بأنهم كانوا الرواد الأوائل فيه ، وكانوا هم السبَّاقين إلى معرفة التصنيف الإحيائي وقضايا التطور وأساليب معيشة الحيوانات وسلوكها ,وشخصوا الأمراض ووصفوا العلاج ووضعوا المبادئ الأولى عن علم الحيوان.

واستعرض الدكتور أجقو علي إلى إسهامات أطباء الأندلس في طب وجراحة العيون تأسيسا، تنظيرا، ممارسة وتطويرا، مضيفاً بأن ذلك أنتج نهضة طبية كبيرة أنجبت عددا كبيرا منا الأطباء والأطباء الرواد في الطب والتأليف الطبي.

من جهته ترأس وكيل جامعة الإمام للتخطيط والتطوير والجودة الدكتور عبدالله الصامل الجلسة الثانية عشر والتي ابتدأت بورقة الدكتور خلاف الغالبـي والتي تطرقت إلى الخصائص والمنافع الطبية للمعادن في التراث العلمي العربي الإسلامي والعلاقة بين مجالي الطب والجيولوجيا، وتعريفهم بالمعادن وتحديد هويتها ووصف خصائص مركباتها.

وبين الدكتور حجازي المنعم سليمان في ورقته إلى إسهامات المغاربة والأندلسيين في الطِّبّ في مصر والشام، وتصديهم لتدريس الطب وأثرهم العلمي في طلابهم، ودورهم في تقديم الخدمات الطبية إلى مجتمع مصر والشام الذي احتضنهم من خلال الوظائف التي شغلوها في المؤسسات الطِّبّية وممارسة التطبيب في دكاكين خاصة بهم.

وأشار الدكتور محمد عبد الغني إلى أبو القاسم الزهراوي وانجازاته في علم الطب والجراحة، مضيفاً بأنه يعد أحد أعلام الطب والجراحة في تاريخ الإنسانية لإسهاماته العديدة في هذا المجال.
وتطرق الدكتور محمد بن عبد المؤمن إلى ريادة المسلمين في تنظيم وضبط ممارسة مهنة الطب، مؤكداً إلى أن المسلمين هم الذين اخترعوا إجازة الطب مع بداية القرن الثالث للهجرة والذي يمنح لصاحبه حق ممارسة حرفته، مشيراً إلى أن المهنة وصلت إلى المستوى الرفيع من جراء الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى.

واختتمت الجلسات بورقة الدكتور جبران سحاري والتي تناولت إسهامات الحسن بن الهيثم في مجال العلوم التطبيقية، وانبهار الغرب بحجم تأثير الثقافة العربية الإسلامية في النهضة الأوروبية شهد به عددٌ من الكتاب الغربيين، مؤكداً بـأن الحسن بن الهيثم كان نابغة في علومٍ شتى من أشرها علم الهندسة والرياضيات والفلك؛ حيث شهد بذلك كُتابٌ من الغرب قبل العرب والمسلمين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org